المرأة في مواقع القيادة- فرص وتحديات
كتبت: نسرين قطامش
قد يبدو عنوان مشاركتي تقليديا ومستهلكا في ضوء كثرة ورش العمل والمؤتمرات والمحاضرات التي تحمل هذا العنوان.
فيكثر الحديث اليوم عن أهمية وجود سياسات وقوانين وأنظمة عمل تدعم وجود المرأة في مقدمة مراكز صنع القرار وعلى رأس الهرم في مؤسساتنا.
وعلى الرغم من أهمية توفر بيئة خارجية داعمة، إلا أن هناك عامل لا يقل أهمية يتعلق بقناعة المرأة نفسها وثقتها وقدرتها على التعامل مع تحديات تتعلق بتحقيق التوازن بين دورها كزوجة وأم وابنة والالتزامات التي يتطلبها وجودها في المواقع القيادية.
وتفهم المجتمع والعائلة وشريك الحياة لتلك الالتزامات. فالموقع القيادي يعني ساعات عمل لا ترتبط بأوقات محددة، يعني أن تكون حاضرا لأي طارئ يتطلب وجودك في أي وقت، وسفر متكرر، والتزامات اجتماعية جديدة خارج الاطار التقليدي.
كما يحتاج لطاقة وجهد مضاعف للتعامل مع المسؤوليات الجديدة. ويكون التحدي أكبر إذا تولت المرأة زمام القيادة على عمر أصغر، وفي أوج تعودها على مسؤوليات جديدة على المستوى الشخصي من حيث تقديم الرعاية اللازمة لأطفالها من تربية وتدريس ومتابعة وغيره.
وحتى نكون واقعيين، وبعيدين عن منهجية القص واللصق للحلول الجاهزة التي لا تتناسب مع واقعنا، علينا اليوم أن نتطلع بعمق على الجذور، فبالإضافة للعمل على بناء مهارات وكفاءات سيداتنا الفنية والمهنية، ورسم السياسات والبرامج والخطط، علينا العمل على خلق ثقافة مجتمعية داعمة ومتفهمة، وشباب مدركين لأهمية تكامل الأدوار على مستوى الأسرة، وشابات قادرات على اتخاذ قرار واعي لاختيار شريك الحياة مبني على التلائم الفكري والمشاركة في الطموح ورحلة الحياة.
فمن واقع تجربة شخصية، فإن وجود شريك حياة مثقف و منفتح ومتفهم وعائلة داعمة يعادل جميع السياسات والقوانين والأنظمة.
وجود المرأة في سوق العمل ومواقع القرار ليس مجرد ديكور لتجميل الصورة، وجودها إضافة نوعية لشمولية صنع القرار والنظر من زوايا مختلفة.
علينا جميعا أن نعمل معا حتى لا يكون وجودها هنا على حساب استقرارها العائلي ودورها الاجتماعي.